عن اللجنة
عن اللجنة:


منذ انطلاق الثورة الفلسطينية في العام 1965 مرورا بالاحتلال الإسرائيلي عام 1967 أولت منظمة التحرير الفلسطينيّة فئة الأطفال أهمية بالغة، باعتبارهم أمل القضية الفلسطينية، فكانت تتبنى عمل المخيمات الصيفية في الشتات الفلسطيني؛ لأنها هي الركيزة الأساسية في صنع قيادة شابة قادرة على تحرير الأرض والعرض وقادرة على التنمية البشرية، لكن الطفل الفلسطيني في الداخل ظل منذ الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 حتى تاريخ صدور الإعلان العالمي لبقاء الطفل وحمايته ونمائه وخطة العمل التي وضعت لتنفيذ هذا الإعلان في التاسع والعشرين والثلاثين من أيلول لعام 1990 في القمة العالمية للطفولة في أروقة الأمم المتحدة بنيويورك، ظلّ هذا الطفل يقاسى ظروفا صعبة من الحرمان، والقهر، وكبتٍ للطاقات والإبداعات العقليّة والجسميّة، ظلت ترافقه حتى بعد صدور هذا الإعلان والبدء بتنفيذه عمليا بسنوات، فإجراءات الاحتلال الصارمة حدّت من الكثير من النشاطات التي سعى إليها المجتمع الفلسطيني بإمكانات متواضعة للنهوض بأطفاله وشبابه في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وعند انشاء السلطة الوطنية الفلسطينية في العام 1994 كانت الجهود المبذولة للنهوض بهذا القطاع الواسع والحيوي الهام تجري على قدم وساق، فشكّلت دائرة خاصة تعنى بإقامة معسكرات ومخيمات صيفية للأطفال والطلائع والشباب في فلسطين، حيث نظّم أول معسكر شبابي فلسطيني للقيادات الشابة في مدينة طولكرم عام 1995 واشترك فيه شباب من الضفة الغربية وقطاع غزّة، لتنطلق بعد ذلك المعسكرات والمخيّمات الفلسطينيّة إلى سائر المدن الفلسطينيّة الأخرى. 

تعدُّ الموارد البشرية في المجتمع الفلسطيني والعمل على تدريبها وإعدادها إعدادا جيّدا من خلال تفجير الطاقات الكامنة بداخلها، من أهم لبنات بناء هذا المجتمع وتنميته والنهوض به بهدف خلق مجتمع قوي متماسك يشعر بالأمن، ولديه القدرة على مواجهة ما يقف في طريقه من عقبات وصعاب، لذا فإنّ الحاجة -دائما- ماسة إلى الاستثمار في قطاع الأطفال والطلائع، لخلق شبيبة واعية بنّاءة قادرة على القيام بما يلقى على كاهلها من مسؤوليات جسام في ظل مجتمع يسعى نحو التحرر وإقامة دولته المستقلة القويّة. 

وتلبية لحاجات الطفل الفلسطيني الأساسية واستجابة لحقوقه في اللعب والمرح والتعليم تأسست اللجنة الوطنية للمخيّمات الصيفيّة عام2001 بعد تبنّي هذه الفكرة الرائدة لعالم الطفولة الفلسطيني من صلب احتياج المجتمع آنذاك، وعرض الفكرة على فخامة الرئيس الراحل الخالد فينا الشهيد الرمز أبو عمار -رحمة الله-، وكعادته عندما طرحت عليه أفكارٌ بنّاءة، باركها وتبنّيها بتاريخ الثامن من أيلول لعام 2001 من خلال الإعلان الوطني للمخيّمات الصيّفيّة والعمل بمقتضاه وتحت لوائه، وكانت هذه المباركة الدافع الرئيس لانطلاق اللجنة الوطنيّة للمخيمات الصيفيّة تحت مظلة منظمة التحرير في حينه، لتكون هذه اللجنة الوطنية المؤسسة الرائدة والفريدة في هذا المجال والعاملة وفق هذا المنهج. 

شارك العديد من المؤسسات الحكومية والأهليّة وبالتعاون مع منظمة "اليونيسف" في صياغة الإعلان الوطني للمخيمات الصيفيّة، وقد مضت اللجنة المشكَّلة بخطى حثيثة نحو الأهداف التي وضعتها نصب عينيها، وتجسّد ذلك بفعالياتها، ونشاطاتها، وإنجازاتها المتمثلة بتأهيل الكوادر الشابة، واطّراد عدد الأطفال المنتسبين والمستفيدين منها كل عام، وطبيعة المناطق المستفيدة من هذه النشاطات، حيث وصل عدد الأطفال المستفدين لعام 2015 (1600000) مليون وستمائة ألف طفلٍ وطفلة، بنسبة أكبر من ثلثي الطفولة في فلسطين، وفي هذا دلالة على عظم الإنجاز المهني رغم ضيق الإمكانيات، لكن الإصرار والإرادة شكلت هدفا ساميا للعاملين في اللجنة لخدمة أطفال فلسطين، فبعد انطلاق هذا الإعلان الوطني الكبير لفئة تقود المجتمعات حاضرا ومستقبلا، تجلّى الإصرار وبذل أقصى أشكال الفداء والإخلاص لأطفالنا في أحلك الظروف بتوصيل القرطاسية وكل ما يلزم المستفيدين من الأطفال في هذه المخيمات عبر حواجز الاحتلال -التي قطّعت أوصال القرى والمدن الفلسطينيّة مع بداية انتفاضة الأقصى- بوساطة الدّواب والحمل على أكتاف الطاقم التنفيذي وأعضاء مجلس الإدارة الذين واصلوا الليل بالنهار لتأمين احتياجات هذه المخيّمات رغم ما تعرضوا له من مخاطر، فكان نتاج تلك الجهود العظيمة والإرادة الصلبة قيادات فلسطينية شابة ترقى إلى مستوى المسئولية والمساهمة في تطوير المجتمع وتنويره وتقدّمه وازدهاره. 

وإدراكا لأهمية دور اللجنة الوطنية للمخيمات الصيفية في خلق جيل صاعد، قادر على القيادة والتنمية، وقدرة على تلبية احتياج الاطفال في كل زمان ومكان وفي أحلك الظروف، ومن خلال وجود طاقم إشرافي وتنفيذي يسطر معاني الانتماء والولاء عبر المدرس الأول لهذا الطاقم وهو رئيس مجلس الادارة للجنة الوطنية للمخيمات الصيفية معالي الوزير موسى أبو زيد، وتكريما لهذا النشاط النوعي الذي يقوم على الحرص الشديد على تنشئته الأطفال تنشئة سليمة تقود إلى بناء مجتمع قوي ومزدهر، أصدرت القيادة الفلسطينيّة متمثلة بسيادة الرئيس محمود عبّاس –حفظه الله ورعاه- مرسوما رئاسيّا تحت رقم (5) لسنة 2010 بتاريخ 19/5/2010، يمنح اللجنة الوطنية للمخيّمات الصيفيّة الشخصيّة الاعتباريّة المستقلة والأهلية القانونية الكاملة، وتتبع رئيس اللجنة التنفيذيّة لمنظمة التحرير الفلسطينيّة/ رئيس السلطة الوطنيّة الفلسطينيّة. 

تتكون اللجنة الوطنية للمخيمات الصيفية من كافة المؤسسات الحكومية والأهلية التي تعنى بالمخيمات الصيفية في كافة أرجاء الوطن، ويقع على عاتقها التخطيط والتنظيم والإشراف والتقييم لكافة المخيمات الصيفية. 

جاء ميلاد اللجنة الوطنية للمخيمات الصيفية انطلاقاً من الاهتمام بالمخيمات الصيفية وتطوير برامجها وأنشطتها في اطار مأسسة هذه الانشطة المهمه في حياة الاطفال وبمشاركة العديد من المؤسسات الرسمية والأهلية والطلائع والمتطوعين في ورشتي عمل وطنيتين بعنوان "المخيمات الصيفية بين الواقع والطموح" الأولى في مدينة غزة خلال الفترة 29-30/إبريل/2001 والثانية في مدينة رام الله خلال الفترة 28-29/أيار/2001، دعا خلالها المشاركون والممولون ومنفذو المخيمات إلى الانضمام إليهم في تبني الإعلان الوطني حول المخيمات الصيفية والالتزام بمكوناته، وتوحيد الجهود الرسمية والأهلية من خلال اللجنة، لخدمة قطاع الطلائع والأطفال، بهدف جعل المخيمات الصيفية مكان تعلم آمن للأطفال، وكان ذلك بدعم من "اليونيسف" منظمة الأمم المتحدة للطفولة، حيث كان لمباركة الرئيس الشهيد ياسر عرفات رحمه الله الإعلان الوطني للمخيمات الصيفية بتاريخ 8/9/2001، والعمل بمقتضاه وتحت لوائه الدور الأساس في الانطلاقة الفعلية للجنة الوطنية للمخيمات الصيفية.